کد مطلب:355683 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:361

واثلة بن الأسقع
أخرجت روایة واثلة بن الأسقع لحدیث الكساء فی العدید من المصادر منها مصنف ابن أبی شیبة [1] قال:



[ صفحه 23]



((حدثنا محمد بن مصعب، عن الأوزاعی، عن شداد أبی عمار قال: دخلت علی واثلة وعنده قوم فذكروا علیا فشتموه!!! فشتمته معهم!!! فقال: ألا أخبرك بما سمعت من رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)؟ قلت: بلی قال: أتیت فاطمة أسألها عن علی فقالت: توجه إلی رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) والحاصل فجاء رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) ومعه علی وحسن وحسین كل واحد منهما آخذ بیده فأدنی علیا وفاطمة فأجلسهما بین یدیه وأجلس حسنا وحسینا كل واحد منهما علی فخذه ثم لف علیهم ثوبه أو قال كساءه ثم تلا هذه الآیة (إِنَّما یُریدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ) ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بیتی وأهل بیتی أحق)).

وهذه الرّوایة أخرجها أحمد بن حنبل فی مسنده [2] ، وأیضا فی فضائل الصحابة [3] .

وفی روایة أخری أخرجها ابن حبّان فی صحیحه [4] قال:

((أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم، حدثنا عبد الرحمن بن إبراهیم، حدثنا الولید بن مسلم وعمر بن عبد الواحد قالا: حدثنا الأوزاعی، عن شداد أبی عمار، عن واثلة بن الأسقع قال: سألت عن علی فی منزله فقیل لی ذهب یأتی برسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) إذ جاء فدخل رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) ودخلت فجلس رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) علی الفراش وأجلس فاطمة عن یمینه وعلیا عن یساره وحسنا وحسینا بین یدیه وقال: (إِنَّما یُریدُ اللَّهُ



[ صفحه 24]



لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ) اللهم هؤلاء أهلی، قال واثلة: فقلت من ناحیة البیت: وأنا یا رسول الله من أهلك؟ قال: وأنت من أهلی، قال واثلة: إنها لمن أرجی ما أرتجی)).

وأخرج روایة واثلة هذه أیضا الحاكم النیسابوری فی المستدرك علی الصحیحین [5] .

وفی هذه الروایة یدعی واثلة بأنه قال لرسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم): (وأنا یا رسول الله من أهلك؟ قال: وأنت من أهلی) وأنه یقول: (إنها لمن أرجی ما أرتجی)، ومن المعلوم قطعا أن واثلة خارج من مفهوم أهل البیت فی آیة التطهیر، فإما أن تكون هذه زیادة من قبل بعض الرواة لهذا الخبر بهدف توسیع دائرة مفهوم أهل البیت فی آیة التطهیر لیشمل حتی أمثال واثلة عنادا وبغضا لأصحاب الكساء (علیهم السلام)، خصوصا وأن هذه الزیادة لم ترد فی كل روایات واثلة لحدیث الكساء بل فی بعضها، وإما أن النبی أراد بقوله (إنك من أهلی) أی من أتباعی والمؤمنین بی.

یقول الطحاوی فی مشكل الآثار: ((فكان قوله لواثلة: (أنت من أهلی) علی معنی: لاتباعك إیای وإیمانك بی فدخلت بذلك فی جملتی، وقد وجدنا الله قد ذكر فی كتابه ما یدل علی هذا المعنی بقوله: (وَنادی نوحٌ رَبَّهُ فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنی مِنْ أَهْلی) فأجابه فی ذلك بأن قال له: (إِنَّهُ لَیْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَیْرُ صالِحٍ) فكما جاز أن یخرجه من أهله - وإن كان ابنه - لخلافه إیاه فی دینه جاز أن یدخل فی أهله من یوافقه علی دینه وإن لم یكن من ذوی نسبه)) [6] .



[ صفحه 25]




[1] مصنف ابن أبي شيبة 6/370 حديث رقم: 32103.

[2] مسند أحمد بن حنبل 4/107 حديث رقم: 17029، وقال عنها الشيخ شعيب الأرناؤوط: (حديث صحيح).

[3] فضائل الصحابة 2/577 حديث رقم: 978.

[4] صحيح ابن حبان 15/432 حديث رقم: 6976.

[5] المستدرك علي الصحيحين 2/147 وقال: (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه).

[6] تحفة الأخيار بترتيب شرح مشكل الآثار 8/477.